responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 328
جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ منهم وصيرناكم خلفاء عنهم فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ واختبرناكم بما اختبرناكم وابتليناكم أمثالهم لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ أنتم ايضا أتعملون الخير فنجازيكم خيرا أم تعملون الشر فنجازيكم شرا مثل ما جزيناهم
وَهم قد كانوا من شدة انهماكهم في الغفلة والغرور والغي والضلال أمثالكم إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا الدالة على كمال عظمتنا ووفور قدرتنا على وجوه الانعام والانتقام مع كونها بَيِّناتٍ واضحات مبينات لأحوال النشأة الاخرى وأهوالها وانكالها قالَ الكافرون المسرفون الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا أمثالكم بل ينكرون الحشر والنشر والثواب والعقاب وعموم ما يترتب على النشأة الاخرى فكيف لقاءنا فيها ائْتِ ايها المدعى من عند ربكم بِقُرْآنٍ وكتاب غَيْرِ هذا القرآن والكتاب إذا أردت ان نؤمن لك أَوْ بَدِّلْهُ وغيره بعض آياته المشتملة على الإنذارات البليغة والتخويفات الشديدة فانا لا طاقة لنا بها وانما قصدهم وغرضهم بقولهم استهزاء وسخرية برسل الله واستخفاف بكتاب الله أمثال هؤلاء القائلين المسرفين المستهزئين بك وبكتابك يا أكمل الرسل قُلْ يا أكمل الرسل في جوابهم كما قال أولئك الرسل الكرام في جواب أممهم بمقتضى وحينا والهامنا ما يَكُونُ اى ما يصح وما يجوز لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ واحرفه مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي بمقتضى اهويتهم الفاسدة بل إِنْ أَتَّبِعُ اى ما اتبع وانتظر انا إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ وليس في وسعى وطاقتي سوى الاتباع والانتظار وكيف أتصرف فيه إِنِّي أَخافُ بمجرد ان اسمع منكم قولكم هذا العصيان على نفسي فكيف إِنْ عَصَيْتُ بقصد التبديل والتغيير رَبِّي وقد استوجبت حينئذ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ كما استوجبتم أنتم بسؤالكم هذا على سبيل الإلحاح والاقتراح
قُلْ يا أكمل الرسل ايضا إلزاما لهم وتبكيتا لَوْ شاءَ اللَّهُ اى لو تعلق مشيئته بغير هذا المتلو ما تَلَوْتُهُ انا عَلَيْكُمْ هذا وما أوحاه سبحانه على وما أجراه على لساني وَلا أَدْراكُمْ بِهِ اى ما أعلمكم بهذا وما أسمعكم من لساني ايضا ولكن قد تعلق مشيئته بهذا فاوحاه وأجراه وامر باسماعه فأسمعكم والا فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مدة أربعين سنة مِنْ قَبْلِهِ اى قبل وحى القرآن بلا تلاوة وادراء واعلام أَفَلا تَعْقِلُونَ وتستعملون عقولكم في هذا الأمر ولا تدبرون ولا تدربون فيه مع انكم من اهل الدرية والدراية متدربون بأساليب الكلام بالغون فيه أقصى الغاية حتى ينكشف لكم ان امر القرآن ليس منى بل هو خارج عن حيطة حولي وقدرتي مطلقا
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ونسب اليه ما لم يصدر عنه افتراء ومراء أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ التي قد صدرت عنه ونزلت على رسله وأنبيائه لإصلاح احوال عباده وإرشادهم الى مبدئهم ومعادهم وبالجملة إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ المفترون عليه بالأباطيل الزائغة المكذبون كلامه المنزل من عنده على رسله
وَكيف يفلحون ويفوزون أولئك المسرفون بالفلاح وهم من شدة ضلالهم يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ المتوحد بذاته المستقل بألوهيته ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ إذ هم ليسوا من ذوى القدرة والارادة بل من جملة الجمادات المعطلة التي لا شعور لها أصلا وَيَقُولُونَ من كمال غفلتهم وضلالتهم هؤُلاءِ الأصنام والتماثيل العاطلة شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ ينقذوننا من بأس الله وبطشه ان تحقق وقوعه قُلْ لهم يا أكمل الرسل تسفيها وتحميقا أَتُنَبِّئُونَ وتخبرون بقولكم هذا اللَّهِ العالم بالسرائر والخفايا بِما لا يَعْلَمُ من الأمور الكائنة فِي السَّماواتِ وَكذا بما لا يعلم ايضا فِي الْأَرْضِ من الكوائن فيها مع انه سبحانه في ذاته وحسب أسمائه وصفاته لا يعزب ولا يغيب

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 328
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست